المؤمن يكون مؤمنًا في أي
مكانٍ سواء كان مع المسلمين أو كان مع الكفار أو كان في بلاد المسلمين أو كان في
بلاد الكفار أو في أي مكانٍ هو مؤمن يعتز بإيمانه ويتمسك بدينه ولا يتنازل عن شيء
منه ولو ناله ما ناله من الأذى حتى ولو أدى به ذلك إلى القتل فإنه يصبر على دينه
ويتمسك بعقيدته ولا يتنازل عن شيء من دينه أبدًا في أي مكان قال صلى الله عليه
وسلم: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ
تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» ([1]).
فالمؤمن مؤمن في كل مكانٍ وليس المؤمن من يكون مؤمنًا في مكانٍ دون مكانٍ، ليس المؤمن من يظهر الإيمان بلسانه ويضمر الكفر بقلبه والعداوة والضغينة في قلبه ويود أن يضر المسلمين ويفرح بالنكبات التي تصيب المسلمين ويستهزئ بالمسلمين كما يحصل الآن من المنافقين الذين ينتهزون هذه الحوادث وهذه الكوارث فيتكلمون في دين الإسلام ويتكلمون في المسلمين ويحقرون شأن المسلمين، ولا يعلمون أن الله سبحانه وتعالى يبتلي المسلمين ويبتلي المؤمنين ثم تكون العاقبة والنصر لهم في الدنيا والآخرة فليس بغريب أن يحل بالمسلمين شيء من النكبات وتسلط الأعداء فإن هذه سنَّة الله في خلقه ﴿لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [الأنفال: 37] فما يجري على المسلمين فإنه تمحيص وتطهير وما يجري على الكافرين فإنه محق وعقوبة وهلاك عاجل وآجل.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1987)، والدارمي رقم (2791)، وأحمد رقم (21354).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد