في تربية الأولاد
الجمعة 19/ 4/ 1426
الحمد لله ربِّ العالمين، أوجب على الوالدين تربية الأولاد في الصغر، وأوجب
على الأولاد بر الوالدين في حالة الكبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الخلق والأمر وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله سيد البشر، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه السادة الغرر وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى. قال الله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢٤} [الإسراء: 23، 24] إنه تبادل بين الوالدين والأولاد فالوالدان يربيان الأولاد في حال صغرهما وضعفهما بالتربية البدنية بالطعام والشراب والكسوة وتوفير المصالح ودفع المضار عنهم والأولاد يدعون لآبائهم في مقابل هذه التربية بالرحمة ويبرون بهما في حال كبرهما وحاجتهما وهذا من باب الشكر على المعروف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُون به فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» ([1])، إن تربية الآباء والأمهات لأولادهم لا يقتصر على التربية البدنية الحيوانية وإنما المهم والأكبر التربية
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد