×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

في التذكير والتذكر

الجمعة 14/ 1/ 1425

الحمد لله ربِّ العالمين، القائل في محكم كتابه المبين ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الذاريات: 55] وأشهد أن لا إله إلا الله معين الصابرين وولي المتقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى ولا تكونوا من الذين إذا ذكِّروا لا يذكرون قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الذاريات: 55] قال تعالى: ﴿فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ٩  سَيَذَّكَّرُ مَن يَخۡشَىٰ ١٠  وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى ١١ ٱلَّذِي يَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ ١٢ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ ١٣ [الأعلى: 9- 13].

إنَّ المذكِّرات كثيرة أعظمها القرآن الكريم فإن الله سبحانه وتعالى ضمَّنه من التذكير والوعد والوعيد ما لا يخفى على عاقلٍ بصيرٍ فقد ضمن الله هذا القرآن من أنواع الوعيد وضمنه من أنواع الوعد وضمنه من أخبار الماضين وضمنه من أخبار يوم القيامة والجنة والنار ما يتذكر به أهل الإيمان، قال تعالى: ﴿فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ [ق: 45] فالقرآن العظيم من أوله إلى آخره تذكير بأيام الله التي جرت على الأمم الماضية ﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ [إبراهيم: 9] ألم تقرؤوا قصصهم، وقد قال تعالى: ﴿لَقَدۡ كَانَ فِي


الشرح