الشكر على النعمة
الجمعة 9/ 1/ 1426
الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا إن تمسكنا به خير أمة أخرجت للناس،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء
قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه
على نعمه الظاهرة والباطنة التي أعظمها وأتمها نعمة الإسلام الذي أصلح الله به
عقيدتكم ووفَّر به أمنكم واستقراركم وحفظ به دماءكم وأموالكم وأعراضكم مَيَّزكم به
على سائر الأمم، كانت بين الأوس والخزرج بالمدينة في الجاهلية حروب طاحنة استمرت
ما يزيد على مئة سنة وهم في حرب واستنفارٍ دائمًا وهما أختان وجارتان وفي بلدٍ
واحدٍ فلما بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم وسمعوا به ووافوا الحج وافوا
موسم الحج وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج
ويغشى الناس في منازلهم في مِنى فأتى على الأوس والخزرج في منزلهم ودعاهم إلى الله
وأسمعهم القرآن فآمنوا به وبايعوه على النصرة والهجرة إليهم فهاجر إليهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأذهب الله ما بينهم من الإحن والأحقاد والحروب وصاروا إخوة
متحابين بعد أن كانوا أعداء متباغضين وكان يجلس بعضهم إلى بعضٍ
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد