المبادرة بالأعمال
الصالحة
الجمعة 21/ 10/ 1425
الحمد لله على فضله وإحسانه، يعطي ويمنع ويرزق من يشاء بغير حسابٍ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: ﴿غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ
وَقَابِلِ ٱلتَّوۡبِ شَدِيدِ ٱلۡعِقَابِ﴾ [غَافر: 3]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب،
صلى الله عليه وعلى آله وعلى جميع الأصحاب وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وبادروا بالأعمال الصالحة قبل فواتها وحاسبوا أنفسكم عن هفواتها فإن الأجل قريبٌ وإن السفر بعيدٌ ولا زاد إلا بالتقوى، وتزوَّدوا فإن خير الزاد التقوى، فإن الله سبحانه وتعالى أمركم بالأعمال الصالحة والإكثار منها لتتزودوا بها لآخرتكم فإن هذه الدنيا دار عملٍ والآخرة دار جزاءٍ فمن فاتته الدنيا فاتته الآخرة وحينئذٍ يتمنى الرجوع إلى الدنيا ليعمل فلا يُمَكَّن من ذلك ﴿رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا نَعۡمَلۡ صَٰلِحًا غَيۡرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعۡمَلُۚ﴾ [فاطر: 37] فاتقوا الله -عباد الله- فإن الأعمال الصالحة بإمكانكم وتحت أيديكم وفي مقدوركم ما دمتم عل قيد الحياة قال صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» ([1])، والمبادرة تعني أن الإنسان لا يؤخر عمل اليوم إلى الغد
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد