ولا ينتظر شيئًا لا يدري هل يحصل أو لا يحصل
وإنما ينتهز الفرصة المواتية فإن ما مضى فات ولن يعود والمستقبل غيب لا تدري هل
تدركه أو لا تدركه وليس لك إلا الساعة التي أنت فيها فاغتنمها قبل أن تفوت مع ما
فات. فاتقوا الله -عباد الله- وبادروا أنفسكم فإن الله جل وعلا يقول: ﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ
مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ﴾ [الحديد: 21] ﴿وَسَارِعُوٓاْ
إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ﴾ [آل عمران: 133] فإن المسابقة والمسارعة تعني أن هناك فواتًا إذا لم تسارع
ولم تسابق إليه فات عليك وهو كذلك فإنك إذا لم تسارع إلى الطاعة فاتتك ولن تعود
إليك. فعليك أن تغتنم وقتك وحياتك تقدم لنفسك، لا شك أن الإنسان يعتريه أشياءٌ
تثبطه عن العمل أو تمنعه من العمل منها النفس الأمارة بالسوء فلو أطاع الإنسان
نفسه لما عمل شيئًا من الأعمال الصالحة لأنها يشق عليها قيام الليل، وصيام النهار،
والجهاد في سبيل الله، وإخراج المال في سبيل الله كل هذا يشق على النفوس والشاعر
يقول:
لولا المشقة ساد الناس كلهم *** الجود يفقر
والإقدام قتَّال
فلابد من الصبر والتحمل وعدم مطاوعة النفس على هواها وكذلك الشيطان الغرور ﴿وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ
ٱلۡغَرُورُ﴾ [لقمان: 33] الشيطان لا يريد أن تعمل شيئًا لنفسك أبدًا وإنما يريد أن
تعطل الأعمال الصالحة وأن تعطي نفسك هواها من الكسل والشهوات المحرمة لأنه يدعوك
إلى أن تكون معه من أصحاب السعير.
وخالف النفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محضاك
النصح فاتهم
النفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن
تفطمه ينفطم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد