×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن الحرام يغذي تغذيةً خبيثةً وله أثرٌ سيءٌ على القلب وعلى البدن وعلى الذمة وأن الحلال الطيب يغذي تغذية طيبة وله أثرٌ حميدٌ على القلب وعلى البدن وعلى الذمة فخذوا الحلال البين واتركوا الحرام البين وتوقفوا عن المشتبه استبراءً لدينكم وعرضكم كما قال صلى الله عليه وسلم: إن أكل الحرام يمنع قبول الدعاء، كما صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «فِي الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ» ([1])، وطلب سعدٌ رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله مستجاب الدعاء فقال: «يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ» ([2]). جاء غلامٌ لأبي بكر الصديق بطعامٍ فأكل منه الصديق رضي الله عنه فقال له الغلام: أتدري من أين هذا الطعام؟ قال: لا. قال: هذا أخذته من قومٍ تكهَّنت لهم في الجاهلية ولم أكن أحسن الكهانة -أخذه في مقابل الكهانة والنبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1015).

([2])  أخرجه: الطبراني في « الأوسط » رقم (6495).