الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي
إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وإذا كنا
حذرنا من الغلو فإننا نحذر من التساهل لأن هناك أناسًا كثيرين تساهلوا في دين الله
ارتكبوا المحرمات وتركوا الواجبات واتبعوا الشهوات ويرمون من تمسك بدينه وسار على الوسطية
بأنه متطرفٌ وأنه من أهل الغلو، وكم تقرأ في الصحف من مقالات هؤلاء المنحرفين
الذين يرمون المسلمين والمعتدلين يرمونهم بالغلو والتطرف ويريدون منهم أن ينحلُّوا
من الدين ويسمون الانحلال من الدين والأخلاق يسمونه بالتقدم والرقي والحضارة
والسير في ركب الدول المتحضرة ويسمون التمسك بالدين والسير على المنهج القويم بأنه
تعصب وأنه تأخرٌ وأنه رجعيةٌ إلى آخر ما يقولون، فنحن نحذر من هؤلاء كما نحذر من
الذين غلوا في دين الله فهم على طَرَفي نقيض والمسلمون -ولله الحمد- وسطٌ بين
الغلو والتساهل وهذا هو المطلوب، ولكن هذا -يا إخوان- يحتاج إلى تفقُّهٍ في دين
الله، إن ما أوقع الخوارج وأشباههم عدم التفقه في دين الله وعدم الرجوع إلى أهل
العلم واقتصارهم على فهمهم وعلى بني جنسهم وتركوا الصحابة والتابعين وعلماء السلف
واحتقروهم ولم يرجعوا إليهم
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد