فسبب لهم ذلك الغلو وسبب لهم ما سبب من المحاذير العظيمة والشرور الكثيرة
فلا يفقه في دين الله ويعلم الغلو الممقوت من التساهل المذموم إلا أهل العلم وأهل
الفقه وأهل البصيرة والاعتدال، والله جل وعلا يقول: {فَسَۡٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43].
فالواجب علينا جميعًا أن نمسك ألسنتنا عما لا نعلم وأن نسأل أهل العلم قال
الله جل وعلا: {وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ
وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسُۡٔولٗا﴾ [الإسراء: 36]، وقال سبحانه: {قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ
رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ
بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ
سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]، فالواجب على
المسلم ألا يتكلم إلا بعلم صحيح وإلا فإنه يمسك لسانه ولا يخوض فيما لا يعلم ويسأل
أهل العلم حتى يكون على بصيرةٍ من دينه فلا ينحرف مع المنحرفين، نسأل الله الثبات
على دينه.
ثم اعلموا -عباد الله- أن خير الحديث كتاب الله
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم...
***
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد