إكرام الله للإنسان
الجمعة 28/ 10/ 1425
الحمد لله على فضله وإحسانه، خلق الإنسان في أحسن تقويمٍ، وأمره بعبادته
وطاعته ليواصل له التكريم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له البر الرحيم
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قال الله له ﴿وَإِنَّكَ
لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ﴾ [القلم: 4] عليه وعلى آله وأصحابه أزكى الصلاة وأتم التسليم.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى.
قال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدۡ
خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤
ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ ٥ إِلَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ٦﴾ [التين: 4- 6] وقال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ
ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ
وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء: 70] وقال سبحانه
وتعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم
مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مِّنۡهُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ
لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 13] هذا الإنسان خلقه الله جل وعلا وميزه على سائر المخلوقات
خلقه سبحانه بيده وأسجد له ملائكته وعلَّمه أسماء كل شيءٍ وفضله على الملائكة بما
أعطاه الله من هذه الصفات وكرَّم بنيه وحملهم في البر والبحر ورزقهم من الطيبات
وفضلهم على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً، ومن تكريمه لهم أنه أمرهم بعبادته فقال سبحانه:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ
رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21] وقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ
إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] وعبادتهم له ترجع
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد