الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى:
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ؛ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ،
وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ،
وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا عَمِلَ بِهِ» ([1])، هذه الأمور الأربعة ستسأل عنها يوم القيامة:
الأول: عن عمرك، الله أعطاك عمرًا
في هذه الدنيا فبماذا أفنيته؟ أفنيته في طاعة الله والأعمال الصالحة والتوبة
والاستغفار أو أفنيته بالغفلة واللهو والإعراض والمعاصي والذنوب، ستسأل عن هذا يوم
القيامة فهذا العمر نعمةٌ من الله وفرصةٌ لك، يقول الله جل وعلا لأهل النار يوم
القيامة: ﴿أَوَ لَمۡ
نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ
فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ [فاطر: 37].
وتُسأل عن جسمك فيمَ أبليته، الله أعطاك هذا الجسم وأمده بالعافية والصحة والرزق والقوت فبماذا أفنيته؟ أفنيته بالشهوات وارتكاب المحرمات أو أفنيته في طاعة الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خُذْ مِنْ
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد