في طيب المكاسب
الجمعة 23/ 1/ 1426
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، أغنانا بحلاله عن حرامه، وكفانا
بفضله عمن سواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ذكر أن الحلال بيَّنٌ وأن الحرام بيَّن وبينهما أمورٌ
فيها اشتباه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن والاه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى.
قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ
إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٌ﴾ [البقرة: 168]، وقال تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا
تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ﴾ [المؤمنون: 51] وقال تعالى : ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ
لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾ [البقرة: 172].
في هذه الآيات الكريمات يأمر الله الناس عمومًا والأنبياء والمؤمنين خصوصًا
أن يأكلوا من الطيبات والمراد بالطيبات المباحات من كل ما طاب في ذاته وفي طريقة
اكتسابه وضده الخبائث ضد الطيبات الخبائث والنبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله
ليحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث، والطيب كل ما طاب في ذاته وفي طريقة
اكتسابه وفي أثره على القلوب والأبدان، والخبيث كل ما خبث في ذاته أو في طريقة
اكتسابه أو في أثره على القلوب وجاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد