في تربية الأولاد
الجمعة 21/ 1/ 1425
الحمد لله ربِّ العالمين، جعل في صلاح الأبناء قرة لأعين الآباء وجعل في
فسادهم الخراب والدمار والشقاق. أحمده وهو المستحق للحمد والثناء وأشكره على جميع
النعم والآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما
له من الصفات والأسماء، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الباهرات
الذي عرج به إلى السماء، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه القادة النجباء وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى. قال
الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِنَّ مِنۡ أَزۡوَٰجِكُمۡ وَأَوۡلَٰدِكُمۡ عَدُوّٗا لَّكُمۡ فَٱحۡذَرُوهُمۡۚ
وَإِن تَعۡفُواْ وَتَصۡفَحُواْ وَتَغۡفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٤ إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ
عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ١٥﴾ [التغابن: 14-15] وقال سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡمَالُ
وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ
خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ أَمَلٗا﴾ [الكهف: 46] وقال سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ
ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم
مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۢ بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ﴾ [الطور: 21].
أيها المسلمون، إن صلاح الأبناء فيه خير
لآبائهم وخير لمجتمعهم وأمتهم؛ لأن المجتمع يتكون من أبنائه ورجاله والمسلمون
كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وإن
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد