في الحث على العدل
الجمعة 20/ 3/ 1426
الحمد لله ربِّ العالمين، حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرمًا بين العباد،
وأشهد أن لا إله إلا الله القائل في محكم كتابه: ﴿إِنَّا
لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ
يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰدُ﴾ [غافر: 51] وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى سبيل الرشاد، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأمجاد وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الله أمر بالعدل، العدل الذي هو التوسط في الأمور بين التفريط والإفراط أمر
بالعدل في الحكم بين الناس قال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم
بَيۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُواْ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم
بِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا﴾ [النساء: 58].
وأمر بالعدل في القول، قال تعالى: ﴿وَإِذَا
قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ﴾ [الأنعام: 152].
وأمر بالعدل في الشهادة، قال تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ
أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8] فأمر بالعدل في الشهادة حتى مع العدو فلا تحملك عداوته على
أن تشهد عليه شهادة زورٍ.
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد