الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى:
شهر رمضان تفتح فيه
أبواب الخير وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين من أجل أن تتاح الفرصة
لعباد الله المؤمنين ليشتغلوا بطاعة الله وعبادة الله التي تؤهِّلهم لدخول الجنان؛
فأبواب الجنان مفتوحة لأهل الأعمال الصالحة الذين يتهيؤون لدخول هذه الأبواب
بالأعمال الصالحة وتغلق أبواب النيران التي تفتح للعصاة والمجرمين فأهل الإيمان
يعرضون عن المعاصي وعن المخالفات في هذا الشهر فيبتعدون عن النار وعن أبوابها،
فهذا شهر عظيم يقربكم من الجنة وأبوابها ويبعدكم من النار وعذابها، فاشكروا الله
على هذه النعمة، عدوكم الشيطان الذي كان مسلطًا عليكم ومشغلاً لكم يصفَّد في هذا
الشهر من أجل أن تعبدوا الله على طمأنينة وحضور قلب وإقبال على طاعة الله ورغبة
فيما عند الله وهذه المزايا إنما تحصل لأهل الإيمان أما أهل النفاق أما أهل الكفر
أما أهل الفسق فإن هذه لا تحصل لهم هذه المزايا لا تفتح لهم أبواب الجنة ولا تغلق
عنهم أبواب النار ولا يصفد عنهم الشيطان بل حالهم في رمضان أشد سوءًا من حالهم قبل
رمضان؛ ولهذا تجد كثيرًا منهم لا يقيم لهذا الشهر قيمة وإنما همه
الشرح