الأكل والشرب وملء البطن والسهر على القيل والقال والنظر في الفضائيات والإنترنت والتمتع بما يعرض فيها من المعاني الهابطة طول ليله ثم ينام كل النهار ولا يصلي ولا يعرف الجمعة والجماعة هذا همُّه، وصنف آخر من الناس إنما همهم في التجول في الأسواق طوال الليل يتجولوَّن في الأسواق بسياراتهم أو بأبدانهم ويتابعون النساء في الأسواق الحديثة ويطاردون النساء وينظرون إليهن والنساء حبائل الشيطان فهذا الجنس من الذكور ومن الإناث لا حظ لهم من فضائل هذا الشهر إلا الإثم إلا المآثم والعياذ بالله؛ لأن المعصية في رمضان أغلظ من المعصية في غيره فتجدهم يذهبون ويسرحون ويمرحون، صنف في البيوت عاكفون على هذه الآلات الخبيثة وصنف يخرجون إلى الأسواق ومتابعة النساء والتجوال في الأسواق التي هي في الحقيقة تجمع لأهل الشر هذا شأنهم في شهر رمضان ولا حول ولا قوة إلا بالله فماذا استفادوا؟ والصنف الثالث الذي ذكرته لكم أنه يسهر بالليل وينام بالنهار ولا يستيقظ إلا بالأكل ولا ينام إلا بعد أن يملأ بطنه من الأكل فهمُّه في الأكل فقط هؤلاء الأصناف ماذا يستفيدون إلا الآثام في هذا الشهر العظيم وهذا هو الحرمان العظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله، فاتقوا الله عباد الله وقدروا شهركم واغتنموه بالأعمال الصالحة والتوبة من الأعمال السيئة؛ فإنه لا يدوم لكم ولن تدوموا له وقد لا يأتي عليك رمضان مرة أخرى فعليك أن تجتهد فيه بما يحضرك من الطاعة لعل الله أن يكتبك من السعداء إما بأن تموت على خير ويختم لك بخير وإما أن تحيا على أعمال صالحة ومستمرة بعد رمضان لأنك تنبهت في شهر رمضان ويحيا قلبك في شهر رمضان من الموت

---

الشرح