الاعتبار بمرور
الليالي والأيام
الجمعة 22/ 12/ 1424
الحمد لله الغفور الشكور ﴿خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ
وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفُورُ﴾ [الملك: 2] وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله السراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعتبروا
بمرور الليالي والأيام والشهور والأعوام فإنها منقصةٌ من أعماركم ومقربةٌ لكم إلى
آجالكم فبادروا بالأعمال الصالحة قبل فوات الأوان، أيها المسلمون، تودعون شهرًا
هجريًّا وتختمونه بأداء ركنٍ من أركان الإسلام وهو الحج وتستقبلون عامًا هجريًّا
جديدًا تبدؤونه بشهر الله المحرم، والمسلم في هذه الحياة يغتنم الأوقات لأنه لا
يخرج من هذه الدنيا إلا بالعمل، لا يخرج منها بمالٍ ولا بأولادٍ ولا بجنود ولا
يخرج منها بأي شيءٍ وإنما يخرج منها كما دخلها، دخل إلى الدنيا وهو عريان حين
ولدته أمه ويخرج منها كذلك ليس عليه إلا خرقةٌ تواري جثته ويترك الأموال والقصور
والحصون والممالك ويترك كل شيءٍ لا يخرج إلا بعمله سواءٌ كان صالحًا أو عملاً
سيئًا ولا يُجزى إلا بعمله فالحصيلة من هذه الدنيا هي العمل فانظروا في أعمالكم
كما قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد