ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ
خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الحشر: 18] لتنظر كل نفس ما قدمت لغد، ليوم القيامة، هل قدمت خيرًا
فتزداد منه وتكثر منه أو قدمت شرًّا فتتوب إلى الله وترجع إلى الله قبل فوات
الأوان. قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ
إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ
صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1])، فإذا حضر الموت انقطع العمل وختم الأجل ولم يبق إلا ما قدمه لآخرته من
عملٍ يجري عليه نفعه بعد موته:
«صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ» وهو الوقف الخيري الذي
يستغل ويستثمر وينفق منه في المشاريع الخيرية.
«أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ» علَّم العلم النافع وألَّف الكتب النافعة أو اشترى كتبًا وأوقفها ينتفع
بها فهذا يجري عليه علمه بعد موته.
«أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ولدٌ صالحٌ؛ ليس كل ولدٍ بل الولد الصالح الذي ربَّاه على الخير ونشأه على الطاعة واعتنى به في حياته وعوده على الخير فإنه يدعو له بعد موته وينفعه الله بذلك فاحرصوا -رحمكم الله- احرصوا -رحمكم الله- على المبادرة بالأعمال الصالحة ما دمتم في زمن الإمكان. فإن الله ﴿جَعَلَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةٗ لِّمَنۡ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورٗا﴾ [الفرقان: 62] أقسم بـ ﴿وَٱلۡفَجۡرِ ١ وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ٢ وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ ٣ وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ ٤﴾ [الفجر: 1- 4] أقسم بالضحى وبالليل إذا سجى وهو لا يقسم سبحانه وتعالى إلا بشيءٍ له أهمية فأقسم بالوقت وأنواعه لأنه هو الحصيلة للإنسان من حياته في هذه الدنيا ليس الحصيلة جمع الأموال وتضخيم الأرصدة وبناء القصور وإنما الحصيلة هو العمل الصالح الذي
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد