الاعتبار بمرور
الأيام والليالي
الجمعة 24/ 8/ 1425
الحمد لله: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
جَعَلَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَةٗ لِّمَنۡ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوۡ
أَرَادَ شُكُورٗا﴾ [الفُرقان: 62]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتعالى عما
يقول الظالمون علوًّا كبيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة
بشيرًا ونذيرًا وداعيًّا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعتبروا
بسرعة مرور الليالي والأيام واعلموا أنها تُطوى من أعماركم وتقربكم إلى آجالكم
وأنه لا يبقى لكم منها إلا ما قدمتموه فيها من الأعمال الصالحة، قال سبحانه: بسم
الله الرحمن الرحيم: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣﴾ [العصر: 1- 3] وكل إنسانٍ
سيخسر هذه الأيام وهذا العمر الذي يعيشه إلا من وفَّقه الله لهذه الصفات الأربع،
الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، عما قريبٍ سيحل بكم ضيفٌ
مبارك وشهر كريم: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ﴾ [البقرة: 185] شهر فيه ليلة
خير من ألف، شهر فرض الله صيامه وجعل صيامه أحد أركان الإسلام وسنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم لنا قيامه وشرع لنا التقرب إلى الله فيه بالأعمال الصالحة قال صلى
الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد