إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ» ([1])، فهذا الشهر العظيم جعله الله زيادة في عمر المؤمن يتقرب إلى الله فيه بأنواع الطاعات فيضاعف له الله الأجر والثواب ويكفِّر عنه الذنوب والسيئات فهو مكفِّر لصغائر الذنوب التي تكون من الإنسان وأيضًا هو ميدان للمسابقة في طاعة الله سبحانه وتعالى يرفع الله به الدرجات ويكفر به السيئات، يستعمله المسلمون ويستغلونه في طاعة الله يتقربون إلى الله ويتوبون إلى الله، كانوا يتفرغون فيه للأعمال الصالحة وتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل في هذا الشهر على طاعة الله أكثر من غيره، وهو شهر عظيم في تاريخ هذه الأمة المحمدية التي شرفها الله سبحانه وتعالى بفضائل كثيرة وخيرات وفيرة منها هذا الشهر الذي نوَّه الله بشأنه في قوله: ﴿أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ﴾ [البقرة: 185] إن المسلمين يحل عليهم هذا الشهر عما قريب لكن ينبغي قبل دخوله أن يحاسب الإنسان نفسه وينظر في أعماله ويستقبل هذا الشهر بالفرح والسرور والاغتباط ويشكر الله على أن بلغه إياه، قال جل وعلا: ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58] إذا فرح الناس بالأموال والتجارات والمواسم التجارية فإن المؤمن يفرح بهذا الشهر؛ لأنه موسم للآخرة ذلك خير من الدنيا وما فيها فالمسلم يفرح بهذا الشهر فرحًا شديدًا فرح طاعةٍ وعبادةٍ لا فرح أشرٍ وبطرٍ ذلك ﴿خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58] فعلى المسلم أن يستقبله بالفرح والسرور وعليه أن يشكر الله إذا بلَّغه إياه وأن يعتبر
([1]) أخرجه: مسلم رقم (233).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد