هذه نعمة عظيمة أنعم الله بها عليه فهذا الشهر يحل على المسلمين فمن المسلمين من يكون مستمرًّا في طاعة الله طول العام فيكون هذا الشهر تاجًا على أعماله الصالحة يتزود فيه زيادةً على ما أسلف ويوفر الله له من الأجور أكثر من غيره فيكون زيادةً في أعماله وربحًا في عمره وفرصةً في حياته، ومن الناس من يكون مقصرًا في السنة في الأعمال الصالحة فإذا جاء هذا الشهر تنبه وتاب إلى الله واستغفر فكان هذا الشهر منبهًا له بالتوبة إلى الله ومنطلقًا له إلى الخير في بقية حياته فيتوب إلى الله ويستمر على التوبة ويستيقظ من غفلته ويصحو من رقدته فيكون هذا الشهر خيرًا عليه ومنبهًا له وموقظًا له بعد الغفلة والنسيان. ومن الناس من يمر عليه هذا الشهر كغيره من الشهور لا يستفيد منه شيئًا لا يتوب إلى الله ولا يستيقظ وإنما يستمر على غيِّه وعلى غفلته وعلى إعراضه بل يزيده هذا الشهر يزيده شرًّا لأنه تهاون به لأنه تهاون بحرمته ولم يعرف له قدره فيكون خسارة عليه وقد جاء في الحديث: من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فمات ودخل النار أنه من أحد الثلاثة الذين دعا عليهم جبريل عليه السلام وأمَّن الرسول على دعاء جبريل حيث اعترض جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصعد إلى المنبر فقال له: «يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَمَاتَ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأُدْخِلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ فَقُلْتُ: آمِينَ. قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ. قُلْ: آمِينَ فَقُلْتُ: آمِينَ» ([1])، فهذا الشهر شهر عظيم وشهر كريم موقظ للطاعات ومنبه على الغفلات لكن كثيرًا من الناسي انشغلوا بدنياهم وانشغلوا بشهواتهم وانشغلوا بتجاراتهم فاشتغلوا بتجارة
([1]) أخرجه: أبو يعلى رقم (5922)، والحاكم رقم (7256)، وابن خزيمة رقم (1888).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد