×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

الدنيا ونسوا تجارة الآخرة، قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١٠ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٢ وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ١٣ [الصف: 10- 13] فالله جل وعلا إنما خص المؤمنين بهذه البشارة وخصهم بهذه الدلالة على هذه الخصال العظيمة لأنهم هم الذين يصغون لنداء الله ويستفيدون من نداء الله عز وجل أما أهل الإعراض فإنهم لا يلتفتون إلى ذلك مشغولون بدنياهم مشغولون بشهواتهم مشغولون بغفلاتهم، فهؤلاء موتهم خير لهم من حياتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم إن أهل الشر شياطين الإنس والجن في هذا الزمان يتسلطون على المسلمين في شهر رمضان فيشغلونهم، يشغلونهم عن هذا الشهر بماذا؟ بالفضائيات، بالمسابقات، بالمسرحيات، بالتمثيليات التي تُعرض عليهم في هذه القنوات فيعكفون عليها ليلهم ونهارهم أو يعكفون عليها ليلهم وينامون بالنهار فلا عمل لا في الليل ولا في النهار وإنما غفلةٌ وإعراضٌ وأكلٌ وشربٌ وتضييعٌ للأوقات فلا حول ولا قوة إلا بالله ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُُ} [الزمر: 15]، ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣ [العصر: 2، 3]. هذه هي الخسارة العظيمة أن يخسر الإنسان دينه ويخسر حياته ويخسر آخرته وإن حاز على الدنيا بحذافيرها وإن جمع الأرصدة الضخمة والأموال الطائلة فإنها تكون عليه حسرةً وندامة يوم القيامة ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩} [الشعراء: 88، 89] 


الشرح