﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا﴾ [سبأ: 37] فالأموال إنما تنفع من استعان بها على طاعة الله عز وجل أما من استعان بها على معصية الله فإنها خسارة وعذاب عليه كما قال تعالى: ﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 55] فعليكم يا عباد الله أن تنتبهوا لهذا الشهر، أن تستقبلوه بما يليق به من حفاوة واغتباط وشُكرٍ لله عز وجل، كان صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان فيقول: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ مُبَارَكٌ، جَعَلَ اللهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا» ([1])، فكان يبشر أصحابه وقال صلى الله عليه وسلم: «مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ؟» قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، عَدُوٌّ حَضَرَ؟ قَالَ: «لاَ، شَهْرُ رَمَضَانَ» ([2])، وذكر من فضائله صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير فهو شهر عظيم وموسم كريم ومجال للمسلم يتقرب فيه إلى الله جل وعلا بالأعمال الصالحة ومجال للمذنب بأن يتوب إلى الله ويستغفر من ذنوبه ومجال للغافل أن يستيقظ، وللجاهل أن يتعلم فهو شهر عظيم جعله الله نعمة على هذه الأمة فيستقبل هذا الشهر بما يليق به من الاستعداد لطاعة الله واغتنام أوقاته وحفظ ساعاته فإنه شهر مبارك بجميع أوقاته الليل والنهار، شهر عظيم مبارك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا كغيره من الشهور وإن كانت حياة المسلم كلها ثمينة وكلها لها قيمة إذا عرفها الإنسان فإن وقته ثمين ولكن مواسم الخير كهذا الشهر لها مزيَّة على غيرها فالمسلم يحفظ جميع أوقاته ويحافظ على فرائض الله جل وعلا في جميع السنة ويكون هذا الشهر زيادةً في أعماله وحسناته
([1]) أخرجه: ابن خزيمة رقم (1887)، والبيهقي في « الشعب » رقم (3336).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد