الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي
إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وأقبلوا
على تلاوة القرآن في هذا الشهر؛ فإن لهذا الشهر خاصية عظيمة في تلاوة القرآن لأن
الله أنزله في هذا الشهر كما قال تعالى: ﴿شَهۡرُ
رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ
مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ﴾ [البقرة: 185] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل على تلاوة القرآن في
هذا الشهر وكان جبريل عليه السلام ينزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ليلة
من ليالي شهر رمضان فيدارسه القرآن وكان الصحابة والسلف الصالح يقبلون على تلاوة
القرآن في المساجد فيجلسون إلى تلاوة القرآن حتى العلماء الذين كانوا يدرسون للناس
في حلق الذكر يتركون حلق الذكر ورواية الحديث ودراسة الفقه ويقبلون على تلاوة
القرآن ويتفرغون لذلك في هذا الشهر العظيم؛ لما له من الخاصية بالتلاوة. على أئمة
المساجد -وفَّقهم الله- أن يعتنوا بتلاوة القرآن في صلاة القيام في التراويح
والتهجد وأن يقرءوا القرآن كاملاً من أول الشهر إلى آخره ويختموا القرآن بالصلاة
على الأقل مرة واحدة ليسمعوا من خلفهم كتاب الله من أوله إلى آخره فإن بعض الأئمة
-هداهم الله- يتكاسلون عن ختم القرآن فربما يقرءون بعضه ويتركون البعض الآخر
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد