وربما أن بعضهم يلجأ إلى أن يحتسب قراءته وهو جالس
يحتسبها مع القراءة في الصلاة من أجل أن يختم القرآن بزعمه وهذا كسل وخمول
والمطلوب أن الإمام يسمع المأمومين كتاب الله من أوله إلى آخره في صلاة القيام
والتهجد في هذا الشهر العظيم حتى يحوزوا على الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.
وعلى المسلم أن يقرأ القرآن بحسب استطاعته قال صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» ([1])، فعلى المسلم أن يقرأ القرآن بحسب استطاعته ومقدرته لينال هذا الأجر العظيم ولا يحرم نفسه، بعض الناس يقول: أنا لا أحفظ القرآن كاملاً أنا لا أقرأ القرآن كاملاً وإنما أقرأ بعض القرآن أو سور من القرآن ثم يترك القراءة في رمضان بحجة أنه لا يقرأ القرآن كاملاً. يا أخي اقرأ ما تيسر من القرآن. الله جل وعلا يقول: ﴿فَٱقۡرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنۡهُۚ﴾ [المزمل: 20] فاقرأ ما تيسر من القرآن ولو بعض السور ولو بعض الأجزاء ورددها حتى تحصل على الأجر العظيم فليس من شرط التلاوة أنك تحفظ القرآن كاملاً بل تقرأ ما تستطيع لتنال هذا الأجر ولا تحرم نفسك منه، وكذلك على الذين يعلمون القرآن أن يعتنوا بتعلمه للطلاب لأنهم سيأخذون عنهم هذا القرآن ويعتمدون على تدريسهم إياه، فعليهم أن يعتنوا بذلك ولو كان عليهم شيء من المشقة فإن لهم الأجر العظيم في ذلك إذا اعتنوا بتعليم أبناء المسلمين القرآن العظيم ونشئوا عليه لهم في ذلك الأجر العظيم ويصبرون على المشقة، ومن إعجاز هذا القرآن أن الله يسره قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4653)، ومسلم رقم (798).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد