الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الاهتمام بالأولاد في العطلة الصيفية أشد من الاهتمام بهم في وقت الدراسة؛
لأنهم يتطلعون إلى العطلة على أنها حرية وأنهم ينطلقون فيها فهم بحاجة إلى ضوابط
بحاجة إلى ضوابط من الوالدين في العطلة الصيفية وأنتم تعلمون شدة الفتن في هذا
الزمان والمغريات تعلمون ما يبث في الفضائيات والقنوات والإنترنت ما يبث من الشرور
المفسدة للعقيدة والمفسدة للدين والمفسدة للأخلاق، وهو غزو منظم من الكفار
للمسلمين أشد من غزو السلاح فتنبهوا لذلك ولا شك أن الشباب يتفرغون في العطلة وقد
ينقطعون مع هذه الوسائل المدمرة ليقضوا أوقاتهم في متابعتها وهي تحمل السموم
القاتلة والأفكار المنحرفة والأخلاق الفاسدة فتنبهوا لها لا تدخل بيوتكم؛ فإن بعض
الآباء يحضر لأولاده ما طلبوا منه ولا ينظر في العواقب ولا يستشير أهل العلم وأهل
المعرفة بل كل ما طلبوا منه وفَّره لهم يريد أن يرضيهم ويتخلص منهم لكنه لن يتخلص
منهم فالخلاص لا يكون إلا بالتربية الحميدة وأيضًا يكون هناك تجمعات يتخطفون
الشباب ويغرونهم تجمعات في الاستراحات تجمعات في الأسفار تجمعات في بعض البيوت
الخالية أو بعض الأمكنة الخالية تجمعات مشبوهة يغزوها دعاة الضلال ودعاة السوء
ليفسدوا أفكار
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد