×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

في الحث على الزواج

الجمعة 9/ 6/ 1426

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وله الحمد في الأولى والآخرة وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الظاهرة الباهرة صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب الكثيرة المتواترة وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا [النساء: 1] إن الزواج في الإسلام نعمةٌ عظيمة تتوفر فيه خيراتٌ كثيرةٌ منها أن المرأة تكون سكنًا لزوجها فإنه قبل أن يتزوج لا يقر له قرارٌ بل يذهب هنا وهناك يبحث عن المؤانسة فإذا تزوج حصل له السكن النفسي والراحة مع أهله واستقر في بيته وتكون منهما أسرة. فهذا من نعم الله على الرجال وعلى النساء ومن فضائله قوامة الرجل على المرأة في الإنفاق والكسوة والسُّكنى والمبيت والمحرمية.

ومن فوائده حصول الذرية التي قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تزوّجوا الْوَدُود الْوَلُود؛ فَإِنِّي مكاثرٌ بكم الأُْمَم يَوْم الْقِيَامَة» ([1])، هذه مصالح عظيمةٌ فالزواج -أيها المسلمون- ميثاق غليظٌ كما سماه الله جل وعلا في قوله: ﴿وَأَخَذۡنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا [النساء: 21] عقدٌ محترمٌ لا يتلاعب به


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (3227)، والطبراني في « الكبير » رقم (508).