×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

وإنما يحترم ويقام بحقه بين الزوجين كل منهما يؤدي ما يجب عليه نحو الآخر وهذه هي العشرة بالمعروف، الله جل وعلا يقول: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا [النساء: 19] والعشرة بالمعروف هي كما قال الله جل وعلا: ﴿فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ [البقرة: 229].

فيجب على الزوج أن يقوم بحقوق زوجته التي أوجبها الله عليه قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ [البقرة: 228] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ» ([1]) يعني محبوسات وأسيرات فيجب عليك أن تحسن إليها لأنها محبوسة عندك وأسيرة عندك وقال فيما يروى عنه: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَِهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَِهْلِي» ([2]) الله جل وعلا يقول: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا [النساء: 19] فتصبر عليها وإن كان فيها بعض الصفات التي تكرهها منها لأن فيها صفاتٍ أخرى كثيرةً ترغب فيها والعاقبة أيضًا تكون حميدةً ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ النِّسَاءَ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ» ([3])، فالمرأة خلقت مع ضلع آدم من أعلاه فإذا ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن استمتعت بها؛ استمتعت بها وفيها عوج فلا بد من هذا. وقال: «لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً -يَعْنِي لاَ يَكْرَهُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً- إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» ([4])، والكمال لله عز وجل ما من أحدٍ إلا وفيه نقصٌ


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1163)، وابن ماجه رقم (1851)، وأحمد رقم (20695).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (3895)، وابن ماجه رقم (1977)، والحاكم رقم (5359).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (3153)، ومسلم رقم (1468).

([4])  أخرجه: مسلم رقم (1469).