وإنما يحترم ويقام بحقه بين الزوجين كل منهما يؤدي ما يجب عليه نحو الآخر
وهذه هي العشرة بالمعروف، الله جل وعلا يقول: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ
بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا
وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 19] والعشرة بالمعروف هي كما قال الله
جل وعلا: ﴿فَإِمۡسَاكُۢ بِمَعۡرُوفٍ
أَوۡ تَسۡرِيحُۢ بِإِحۡسَٰنٖۗ﴾ [البقرة: 229].
فيجب على الزوج أن يقوم بحقوق زوجته التي أوجبها الله عليه قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ﴾ [البقرة: 228] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ» ([1]) يعني محبوسات وأسيرات فيجب عليك أن تحسن إليها لأنها محبوسة عندك وأسيرة عندك وقال فيما يروى عنه: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَِهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَِهْلِي» ([2]) الله جل وعلا يقول: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا﴾ [النساء: 19] فتصبر عليها وإن كان فيها بعض الصفات التي تكرهها منها لأن فيها صفاتٍ أخرى كثيرةً ترغب فيها والعاقبة أيضًا تكون حميدةً ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ النِّسَاءَ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ» ([3])، فالمرأة خلقت مع ضلع آدم من أعلاه فإذا ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن استمتعت بها؛ استمتعت بها وفيها عوج فلا بد من هذا. وقال: «لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً -يَعْنِي لاَ يَكْرَهُ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً- إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» ([4])، والكمال لله عز وجل ما من أحدٍ إلا وفيه نقصٌ
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1163)، وابن ماجه رقم (1851)، وأحمد رقم (20695).