في مشروعية الدعاء
الجمعة 24/ 11/ 1424
الحمد لله أمر بدعائه، ووعد أن يستجيب لمن دعاه، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن والاه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى
واعلموا أن الله جل وعلا يبتلي عباده بالخير والشر ﴿وَنَبۡلُوكُم
بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35] وذلك ليتميز
عند الابتلاء والامتحان المؤمن الصابر الصادق في إيمانه والمنافق والكذاب، فالمؤمن
يعمل الأسباب التي تنجيه من الفتنة وتدفع عنه الشرور. أما المنافق فإنه يزداد في
غيِّه ويهلك في نفاقه، وإننا في هذه الأيام كما تعلمون المسلمون يعيشون في ضعف وفي
ذل وتسلط من الأعداء عليهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم. يريدون القضاء على
المسلمين، يريدون أن يغيِّروا دين الله الذي ارتضاه لخلقه ويبدلوه بدين الشيطان : ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ
لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ
أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ
حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ
قَدِيرٞ﴾ [البقرة: 109]، : ﴿مَّا
يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن
يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ
مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [البقرة: 105]
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد