الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، إن الله سبحانه وتعالى يفتح
لعباده أبواب الخير فما انتهى شهر رمضان حتى أعقبه بأشهر الحج إلى بيته الحرام : ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ
مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا
جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ
وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [البقرة: 197].
فالله جل وعلا جعل أشهر الحج بعد شهر رمضان مباشرة من ركنٍ إلى ركنٍ من ركن
الصيام إلى ركن الحج ووسَّع لعباده أيام الإحرام بالحج فجعله يبدأ من أول يومٍ من
شوال إلى آخر ليلة العاشر من شهر ذي الحجة كل هذا وقتٌ للإحرام بالحج توسعة من
الله على عباده: ﴿ٱلۡحَجُّ أَشۡهُرٞ
مَّعۡلُومَٰتٞۚ﴾ [البقرة: 197] وهي شوال وذو القعدة وعشرة أيامٍ من ذي الحجة ولكن بعض
الناس يظن أنه إذا خرج شهر رمضان فإنها تنتهي علاقته بالله عز وجل فينقض ما بنى من
الطاعات في شهر رمضان ويعود إلى المعاصي وتضييع الفرائض والغفلة واللهو واللعب
فهذا يبني ويهدم وهدمه أكثر من بنائه ولا ينفعه شهر رمضان، بعض الناس إنما يجتهد
في مواسم الخير مثل رمضان ويوم الجمعة وفي الحج وما بين ذلك يضيع ويظن أن هذه
المواسم تكفِّر عنه الكبائر والصغائر وأنه قد أعفي
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد