×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

من الصلاة وأُعفي من العبادات إلا في هذه المواسم وربما يستدل الجاهل بقوله صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، كَفَّارَةٌ لمِا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتُنِبَت الْكَبَائِرَ» ([1])، فأولاً هذا ضيع الصلوات الخمس التي هي أول المكفرات أو تهاون بها أو تساهل بها، وثانيًّا: إن التكفير مشروط باجتناب الكبائر «كَفَّارَةٌ لمِا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتُنِبَت الْكَبَائِرَ»، والله جل وعلا يقول: ﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّ‍َٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا [النساء: 31]، وأعظم الكبائر تضييع الصلوات الخمس، ومن الكبائر الغش في المعاملات، ومن الكبائر أذية المسلمين في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، كلها كبائر لا تكفَّر بأداء الفرائض إنما تكفَّر بالتوبة إلى الله عز وجل، التوبة الصادقة التي يستقيم عليها ولا يرجع بعدها إلى المعاصي والمخالفات، فاتقوا الله -عباد الله- واعملوا لأنفسكم ما دمتم ممكَّنين من العمل ما دام في العمر بقيةٌ وما دام في الأجل فسحةٌ، فاستغلوا هذه الفسحة وهذه المعلمة ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١١} [المنافقون: 9- 11]. ثم اعلموا -عباد الله- أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعةٍ ضلالةٌ وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة، عليكم بجماعة المسلمين الزموا جماعة المسلمين وإمام


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (233).