×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن عمه عبد الله بن العباس -رضي الله تعالى عنهما- قال له: «وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» ([1]). ثلاثة أمورٍ معلقةٌ بثلاثة أمورٍ النصر مع الصبر فلابد للمسلمين أن يصبروا أفرادًا وجماعات على أذى عدوهم، ولا يستكينوا ولا يذلوا، ولا يهونوا أمام عدوهم وعليهم أن يثقوا بالله وبنصر الله عز وجل فإن النصر مع الصبر، الله جل وعلا يقول: ﴿وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ [الأنفال: 46] والثانية: الفرج مع الكرب كلما اشتد الكرب فإن الفرج قريبٌ، فالمسلم إذا اشتد به الكرب فإنه يتحرى الفرج فإن الله سبحانه وتعالى أخبر أن الفرج قريبٌ والنصر قريبٌ لمن صبر، والثالثة: أن مع العسر يسرًا وهذا مأخوذٌ من قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا ٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا ٦} [الشرح: 5، 6] فالله جل وعلا قرن يسرين بعسرٍ واحدٍ فضلاً منه وإحسانًا وهذا مما يعطي المؤمن قوة الإيمان وقوة العقيدة وقوة الثبات وأنها لا تهزُّه الأحداث أو تنقص من ثقته بالله عز وجل بل هذه الأحداث تزيده إيمانًا وثقةً بالله وبوعده فيحسن العمل مع الله جل وعلا والله قريب مجيبٌ.

هذا واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...

***


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (2804)، وابن حميد رقم (636)، والطبراني في « الكبير » رقم (11243).