الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى واعلموا أن من حفظ أعضاءه حفظه الله قال صلى الله عليه وسلم: «احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ» ([1])، احفظوا أعضاءكم يحفظكم الله من كل سوء، احفظوها عما حرم الله حتى تكون أدواتٍ نافعةً لكم تكسب لكم خيرًا وتنمي لكم خيرًا، رُئي بعض السلف -وكان كبير السن وكان نشيطًا في مشيه وقيامه وقعوده مع كبر سنِّه - فقال له قائلٌ: يا هذا، أنت كبير السن وأنت بهذا النشاط؟ قال: تلك أعضاء حفظناها في الشباب فحفظها الله لنا في المشيب. فحافظوا على هذه الأعضاء حتى يبقى نفعها وقوتها ولا تنهكوها بمعاصي الله فإنها تتعطل إما أن تتعطل تعطلاً معنويًّا فلا تستفيدون منها، وإما أن تتعطل تعطلاً حسيًّا بأن تصاب بالأمراض بالحوادث فلا تنتفعون بها تكون معطلة، فاتقوا الله في أنفسكم واحفظوا أنفسكم واحفظوا أعضاءكم وأبدانكم وحواسكم في طاعة الله سبحانه وتعالى ومن بدر منه سوء أو وقع في معصية فإن هناك باب التوبة مفتوح بالليل والنهار، إذا وقعت
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد