الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما بعد:
فإن بعض الناس يقول: الصلاح بيد الله، ومعنى ذلك أنه لا يهتم بولده، بل
يقول: إن أراد الله له أن يصلح صلح وإن أراد له أن يفسد فسد ولا في يدي حيلة منه،
هكذا يقول المخذلون. نعم الصلاح بيد الله جل وعلا ﴿إِنَّكَ
لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ ُ} [القصص: 56] ولكن الصلاح له أسباب إذا وجدت وجد الصلاح بإذن الله وإذا
فقدت فلن يوجد الصلاح.
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد