×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

الخطبة الثانية

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

فإن بعض الناس يقول: الصلاح بيد الله، ومعنى ذلك أنه لا يهتم بولده، بل يقول: إن أراد الله له أن يصلح صلح وإن أراد له أن يفسد فسد ولا في يدي حيلة منه، هكذا يقول المخذلون. نعم الصلاح بيد الله جل وعلا ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ ُ} [القصص: 56] ولكن الصلاح له أسباب إذا وجدت وجد الصلاح بإذن الله وإذا فقدت فلن يوجد الصلاح.

أنت لو كان لك أرض هل تحصل منها على ثمرٍ بدون أن تزرع وبدون أن تغرس فيها وتقول: الرزق بيد الله؟ هل جلست في بيتك وتركت البيع والشراء والوظيفة وتقول: الرزق بيد الله؟ هل تركت الأكل والشرب وتقول: الحياة بيد الله؟ الله جعل الأسباب وأمرنا باتخاذ الأسباب، وأما حصول النتيجة فهي بيد الله ولكن المسلم إذا بذل السبب وأصلح النية فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا يخيب سعي المؤمن ولا يوجد صلاح بدون بذل أسبابٍ أبدًا إنما الفساد كله سببه الإهمال والتضييع وسوء التربية، قال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1])، فالمولود يولد على الفطرة قابلاً للخير، قابلاً للإسلام


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1319).