×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

في التحذير من آفات اللسان

الجمعة 9/ 4/ 1425

الحمد لله ذي الفضل والإحسان خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿يَسۡ‍َٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ [الرحمن: 29] وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات والبرهان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه من الإنس والجان وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتحفظوا من حصائد ألسنتكم قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١ [الأحزاب: 70، 71]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ [فاطر: 10] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» ([1]).

إن اللسان -يا عباد الله- سلاح ذو حدَّين فإن استعملته في الخير نما لك خيرًا وإن استعملته في الشر جلب لك شرًّا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ» ([2])، فاتقوا الله -عباد الله- رُبَّ كلمة طيبة يرفع الله بها صاحبها درجات ورب


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22069).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6109).