في التحذير من آفات
اللسان
الجمعة 9/ 4/ 1425
الحمد لله ذي الفضل والإحسان خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له ﴿يَسَۡٔلُهُۥ مَن
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29] وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات والبرهان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
وأتباعه من الإنس والجان وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتحفظوا
من حصائد ألسنتكم قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠ يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ
وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١﴾ [الأحزاب: 70، 71]، وقال
سبحانه وتعالى: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ
ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ﴾ [فاطر: 10] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَهَلْ
يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ
إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» ([1]).
إن اللسان -يا عباد الله- سلاح ذو حدَّين فإن استعملته في الخير نما لك خيرًا وإن استعملته في الشر جلب لك شرًّا، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ» ([2])، فاتقوا الله -عباد الله- رُبَّ كلمة طيبة يرفع الله بها صاحبها درجات ورب
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22069).
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد