كلمة خبيثة يهبط بها دركات، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرَّجُلَ
لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سُخْطِ اللَّهِ لا يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهوِي
بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَإِنَّ
الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ يَرْفَعُهُ اللَّهُ
بِهَا دَرَجَاتٍ» ([1])، وجاء في الحديث إن الأعضاء تكفِّر اللسان في كل يوم تعظه وتذكره وتقول
له: «اتَّقِ اللَّهَ فِينَا؛ فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ
اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» ([2]).
وصاحب الحكمة يقول:
احفظ لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تهاب لقاءه
الشجعان
ويقول الآخر:
يموت الفتى من عثرةٍ بلسانه *** وليس يموت الفتى
من عثرة الرجل
فعثرته بالقول تذهب رأسه *** وعثرته بالرجل تبرأ
على مهل
فاتقوا الله وانظروا في كلامكم وما تتكلمون به فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ﴾ [النور: 15] فالواجب على المسلم أن يستعمل لسانه فيما يرضي الله وما ينمي له خيرًا بالكلام الطيب فيما بين العبد وبين ربه وذلك بذكر الله عز وجل قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٤٢﴾ [الأحزاب: 41، 42] وقال سبحانه: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الجمعة: 10] وقال سبحانه: ﴿وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [الأحزاب: 35] وذكر الله يكون بالتسبيح
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6113).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد