والتهليل والتكبير وهذه كلمات يغرس الله له بها أشجارًا في الجنة كما صح في الحديث، قال: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ» ([1]) وقال: «لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاَللَّهِ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ» ([2])، فأكثروا من الكلام الطيب فيما بينكم وبين الله من ذكر وتلاوة كتابه والإكثار من ذكره تحيي قلوبكم، قال الله جل وعلا: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، قال: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ كَمَثَلِ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» ([3])، وكذلك أطيبوا الكلام مع الناس، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى بَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا وَظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، قَالُوا: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فقَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلاَمَ وأَطْعَمَ الطَّعَامَ وصلى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» ([4])، والله جل وعلا يقول: : ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾ [البقرة: 83]، وكذلك يطيب الكلام مع الناس لأن طيب الكلام مع الناس يؤلف قلوبهم ويجلب مودتهم ولهذا قال سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام لما أرسلهما إلى فرعون: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾ [طه: 44] وأما الكلام السيئ في حق الناس فإنه جريمة كبيرة شنيعة فالكلام السيئ في حق الله أسوأ الكلام الشرك بالله عز وجل ودعاء غير الله والاستغاثة بغير الله ونسبة النعم والفضل إلى غير الله عز وجل، وكذلك الكلام مع الناس يكون بالكذب والكذب كبيرة من كبائر الذنوب
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6043)، ومسلم رقم (2694).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد