الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، فقد كان هذا الحدث العظيم في هذا الشهر في شهر
الله المحرم في اليوم العاشر منه وصام موسى في اليوم العاشر شكرًا لله عز وجل،
وهكذا أهل الإيمان يشكرون الله عز وجل ويعبدونه ولا يعجبون بأنفسهم وقوتهم وإنما
يشكرون الله عز وجل فصامه موسى شكرًا لله عز وجل وهكذا ينبغي للمسلمين أن يكونوا
في أيام نصرهم على أعدائهم شاكرين لله يظهرون له العبادة والطاعة ولا يعجبون
بأنفسهم ولا يتخذون هذه المناسبات أعيادًا من أعيادِ الجاهلية وإنما يتخذونها أيام
شكرٍ وعبادةٍ لله عز وجل فصامه موسى عليه السلام وصامه بنو إسرائيل اقتداءً بموسى
وبقي صيامه حتى إن العرب في الجاهلية كانوا يصومونه لأنهم رأوا أهل الكتاب يصومونه
فصاموا وصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وقال: «لَئِنْ بَقِيتُ
إِلَى الْعَامِ الْقَادِمِ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ مَعَ الْعَاشِرِ» ، وقال: «خَالِفُوا الْيَهُودَ، صُومُوا
يَوْمًا قَبْلَهُ» . وفي رواية: «صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ
يَوْمًا بَعْدَهُ» . مخالفة لليهود فهو يوم شكرٍ لله ويوم عبادةٍ
الشرح