لله وانتصار موسى انتصارٌ للإسلام إلى أن تقوم الساعة، انتصار الأنبياء
-عليهم الصلاة والسلام- انتصار للمسلمين إلى أن تقوم الساعة والمسلمون إخوة كالجسد
الواحد بينهم رابطة الإيمان التي هي أقوى الروابط فعليكم -أيها الإخوة- بصيام يوم
عاشوراء وصيام يوم قبله ومن فاته اليوم الذي قبله يصوم اليوم الذي بعده امتثالاً
لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه أجرٌ عظيمٌ لمن صلحت نيته وهذا اليوم الذي هو
يوم صيام للمسلمين وشكرٍ لله اتخذه المبتدعة يوم حزنٍ ويوم شرٍّ عليهم فكأنهم
ساءهم انتصار موسى عليه السلام فخالفوا المسلمين. المسلمون يظهرون الفرح والسرور
والدعاء والشكر وهؤلاء يتخذون الحزن لأنهم أتباع فرعون وإن كانوا يلبسون على الناس
بأن هذا حزن على قتل الحسين رضي الله عنه فهو في الحقيقة إنما هو حزنٌ على غرقِ
فرعون لكنهم يتسترون من وراء الزخرف والهذيان ولكن الله يفضح أمرهم ويهتك سترهم.
فالحمد لله على نصرة الحق وقمع الباطل والذي يشرع لنا هو شكر الله عز وجل في هذه
المناسبات والتضرع إلى الله عز وجل أن ينصر دينه، الذي نصر موسى وقومه على فرعون
أن ينصر الإسلام اليوم على الكفرة والمشركين والمنافقين الذين اشتد شرهم في هذا
الوقت على الإسلام والمسلمين في كل مكانٍ فعلينا جميعًا أن نكثر الدعاء وأن نكثر
من التوبة والاستغفار لأنهم ما سلِّطوا علينا إلا بسبب ذنوبنا.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد