الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي
إلى رضوانه. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أن هذا الحدث الذي ذكره الله في القرآن من قصة غرق فرعون كان في اليوم العاشر من شهر الله المحرَّم المسمَّى يوم عاشوراء وقد صامه موسى شكرًا لله عز وجل على نصره إياه وإهلاك عدوه وهكذا النعم تقابل بالشكر ولا تقابل بالافتخار والكبرياء والغطرسة والأعياد المبتدعة وإنما تقابل بالشكر والعبادة، فموسى صام هذا اليوم شكرًا لله وصامه نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، فقال: «صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ»، مخالفةً لليهود، «صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ»، وفي روايةٍ: «أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ» ([1]) فيستحب صيام هذا اليوم يوم العاشر من شهر المحرم وأن يصام يومٌ قبله فإن فات اليوم الذي قبله يصام اليوم الذي بعده ولا يصام وحده مخالفة لليهود، وقال في صوم يوم عاشوراء: «أَحْتَسِبُ عِنْدَ اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ» ([2])، فهو يومٌ عظيمٌ وفضل صيامه فضلٌ عظيمٌ، فعلينا أن نغتنم هذه النعمة
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2154)، وابن خزيمة رقم (2095).
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد