الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا أن هناك عدوًّا ثالثًا غير الكفار والمنافقين وهم المبتدعة من الصوفية وغيرهم الذين يدعون إلى تغيير السنة ونشر البدعة يدعون إلى الخرافات وإلى المبتدعات وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منهم قال: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، وقال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([3])، فهؤلاء عدو ثالث أو كما يقولون طابور ثالث يريدون أن يحولوا السنة إلى بدعة وقد نجحوا في كثير من البلاد إلا هذه البلاد -ولله الحمد- فإنهم مهزومون لأن هذه البلاد بلاد توحيد وبلاد السنة ولكن عليكم بالمحافظة على هذه النعمة العظيمة والوقوف في وجوه هؤلاء وإنكار هذه البدع أن تسري بينكم أو بين أولادكم أو نسائكم، تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا
([2]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
([3]) أخرجه: البخاري رقم (2550)، ومسلم رقم (1718).
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد