الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق
التقوى.
قلت لكم إن شياطين الإنس والجن يريدون أن يحرموا المسلمين أو بعض المسلمين
من فضائل هذا الشهر فيشغلونهم، يشغلونهم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة
والمقروءة، يشغلونهم بالترهات والأباطيل من المسلسلات التمثيلية والمسرحيات وما
يسمونه بالمسابقات الرمضانية؛ حتى يشغلوا الناس عن تلاوة القرآن وتدبره ويشغلوا
الناس عن قيام الليل ويشغلوا الناس عن الأعمال الصالحة فاحذروا هؤلاء فإنهم عدو
لكم وإن الشيطان جنَّدهم، الشيطان جنَّدهم من أجل صرف المسلمين عن هذا الشهر ولكن
المؤمن -ولله الحمد- إذا تنبه وحفظ وقته فإنه ليس لشياطين الإنس والجن عليه سبيل
كما جاء في الحديث: إن الشياطين تُصفَّد في شهر رمضان لكن تصفد عمن؟ تصفد عن أهل
الخير وأهل الأعمال الصالحة وأهل الإيمان.
أما أهل الشر فإن الشياطين تُسلط عليهم كما قال تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّآ أَرۡسَلۡنَا ٱلشَّيَٰطِينَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ تَؤُزُّهُمۡ أَزّٗا﴾ [مريم: 83] فلنحذر من هؤلاء الشياطين ومن مخططاتهم ومن تدبيرهم يغرون الناس يغرونهم بالمضحكات ويغرونهم بالأموال والمسابقات ويغرونهم بأنواع من
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد