الملهيات حتى يحرموهم من فضائل هذا الشهر فالذي يستسلم لهم وينقاد معهم
يقودونه إلى الشر ويحرمونه من الخير، أما الذي يأخذ حذره منهم ويستعيذ بالله من
شرهم ويقبل على ربه فإنه ليس لهم عليه سبيل فقد صفَّدهم الله وأوثقهم عن أهل
الإيمان، فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على شهركم وعلى حرمته وعلى أوقاته وعلى
ساعاته وذلك باستعماله بطاعة الله عز وجل والطاعات متنوعة من الصلوات، من صلوات
النوافل بعد الفرائض ومن تلاوة القرآن وتدبره من التسبيح والتهليل وذكر الله عز
وجل من الصدقات والحسنات وغير ذلك من أنواع الطاعات، فإن هذا الشهر مشحون بالخير
وكل يأخذ منه على قدر ما يسر الله له ولكن المسلم إذا حرص على الخير وفَّقه الله
له وإذا أعرض عن الخير فإن الله يحرمه منه ﴿فَأَمَّا
مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ ٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ
٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ
لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠} [الليل: 5- 10] عليكم بالحذر من الصوارف والقواطع ومن شياطين الإنس والجن
عليكم بالحذر من هؤلاء لأنهم يريدون أن يصدوكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن الخيرات
وعن الطاعات وعن شهر رمضان وغيره، فعليكم بالحذر منهم فإنهم عدوٌّ لكم ﴿إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمۡ
عَدُوّٞ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا يَدۡعُواْ حِزۡبَهُۥ لِيَكُونُواْ مِنۡ
أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ﴾ [فاطر: 6].
ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد