الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه، ومن تمسك بسنَّته وسار على نهجه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى.
وهناك من وسائل الدمار على الشباب الدعاة المفسدون الذين يدعون الشباب إلى
انحراف الفكر هم لا يدعونه إلى المعاصي والشهوات المحرمة بل يحثونه على الدين وعلى
التمسك لكن ينحرفون به في فكره إلى الغلوِّ وإلى التطرف كما حصل للخارج من قبل ومن
بعد فيأتونه من طريق الدين ومن طريق التمسك ومن طريق أن الناس ليسوا على شيءٍ،
الناس والمجتمع ليسوا على شيءٍ ما فيه إلا أنتم توجهوا معنا خذوا عنا فيقودونهم
إلى الدمار دمار أنفسهم ودمار المجتمع كما تشاهدون الآن هذا كله نتيجة لدعاة الشر
الذين سلمتم أولادكم إليهم أو أنكم لم تسألوا عنهم وأهملتم أولادكم فتلقفوهم في
الاستراحات بالنزهات، في البراري، في الأسفار ولقنوهم هذه الأفكار وسموها باسم
الجهاد في سبيل الله وهي في الحقيقة فسادٌ وجهلٌ في سبيل الشيطان.
فتنبهوا -رحمكم الله- لأولادكم من هذه المخاطر العظيمة فلستم في وقتٍ
تطمئنون فيه والإنسان ما دام على قيد الحياة فهو على خطرٍ،
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد