فكيف بهذا الزمان الذي تكالبت فيه الأعداء على
المسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ الأُْمَمُ أَنْ تَدَاعَى
عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَْكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، قالُوا: أَمِن قِلَّةٍ
نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ،
وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ» ([1])، ولا حول ولا قوة إلا بالله غثاءٌ لا فائدة فيها لأنهم أهملوا وضيَّعوا
فضاعوا وضاعت ذرياتهم بهذا الإهمال وهذا التفريط.
حافظوا على أنفسكم، وحافظوا على أولادكم، حافظوا على إخوانكم، كونوا -عباد
الله- إخوانًا، متعاونين على البر والتقوى، ولا تنسوا أعداءكم الذين يتربصون بكم
الدوائر دائمًا وأبدًا، فإنكم إن أغفلتم فإنه لن يغفلوا أبدًا، وإنهم يستغلون غفلتكم
ويتحينون غفلتكم، ليبثوا شرهم وسمومهم، فتعاونوا مع علمائكم، تعاونوا مع ولاة
أموركم على ضبط أولادكم، وعلى ضبط بلادكم، وعلى ضبط دينكم الذي إذا ضاع لن يبقى
لكم دنيا ولا آخرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب
الله
وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4297)، وأحمد رقم (22450)، والطيالسي رقم (992).
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد