الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى
آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واعلموا
أن الزوجين لكل واحدٍ منهما حقوقٌ على الآخر لا بد أن يؤديها ويقوم بها فعلى الزوج
أن يتقي الله في رعاية زوجته وحمايتها وإعانتها على طاعة الله سبحانه وتعالى وعليه
النفقة وعليه الكسوة وعليه المسكن وعليه المبيت فعليه أن يقوم بما أوجب الله عليه
نحو زوجته ولا يتبرم من ذلك أو يماطل ويكون ذلك بسماحة نفسٍ وانقيادٍ لا بتكرهٍ
وتبرمٍ وتباطؤ لأن هذا حقٌّ واجبٌ عليه﴿وَلَهُنَّ
مِثۡلُ ٱلَّذِي عَلَيۡهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيۡهِنَّ دَرَجَةٞۗ
وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [البقرة: 228]، ولا يجوز له أن يظلمها ولا يجوز له أن يبخس حقها ولا يجوز
له أن يشق عليها فإن بعض الناس يتزوج المرأة المسكينة ويدخلها في بيته ثم يذهب في
الليل ويتركها كل الليل يسرح ويمرح ولا يبيت عندها، وإذا جاء آخر الليل أو بعد
الفجر فإنه لا يَوَدُّ أن تقربه ولا أن تسائله بل يلقي بنفسه على الأرض متعبًا حتى
الصلاة قد لا يصلي.
أَمَا لزوجتك عليك حق؟
أَمَا تتقي الله سبحانه وتعالى ؟
أَمَا تكون في بيتك وعند زوجتك وأولادك وتبيت عندهم وتتفقدهم؟
الصفحة 1 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد