لو وجه إليه، لكن إذا غيرت الفطرة إلى الانحراف إلى اليهودية أو النصرانية
أو المجوسية تغيرت، مثل الأرض الصالحة للزراعة إذا أفسدت فإنها لا تصلح بعد ذلك
للزراعة غيَّرت التربة وأفسدت كذلك الفطرة فطرة المولود، فالواجب عليك أن تحافظ
على فطرة مولودك وتتعاهدها بالتربية الحسنة والإصلاح والأخلاق الطيبة، فالولد إذا
صلح فإنه يسعدك في الدنيا والآخرة، في الدنيا يخدمك ويبر بك إذا كَبِرت، قال الله
جل وعلا: ﴿إِمَّا
يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ﴾ [الإسراء: 23] الخطاب لمن؟ الخطاب للولد ﴿وَقَضَىٰ
رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ
إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل
لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ٢٣ وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل
رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا ٢} [الإسراء: 23، 24] انظر: ﴿كَمَا
رَبَّيَانِي صَغِيرٗا﴾ ، هذا رد للجميل.
أما الذي لم يربِّ ولده صغيرًا فإنه سيعقُّه كبيرًا وسيضيعه في الكبر كما
ضيعه في الصغر، الابن يضيع والده في الكبر كما ضيع الوالد ولده في الصغر والجزاء
من جنس العمل ﴿وَلَا تُجۡزَوۡنَ
إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [يس: 54] فاتقوا الله عباد الله، وتنبهوا لأولادكم قبل فوات الأوان
واعلموا أنكم مبتلَون بهم وأنهم أمانة في أعناقكم وأنهم فتنة وأنهم عدو لكم، إذا
لم تربوهم صاروا أعداءً لكم.
والولد ينفع والده حتى بعد الموت قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ
ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَة جَارِيَة، أَو علمٍ
يُنْتَفع بِهِ، أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ» ([1])، فهيئوا أولادكم لنفعكم في حياتكم وبعد موتكم.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
الصفحة 2 / 426
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد