يقدمه لآخرته في هذه الأوقات التي تمر عليه صباحًا ومساءً وليلاً ونهارًا وأيامًا وشهورًا، الدنيا تمر ولكن ماذا يكون لك منها قبل أن تنتهي؟ انظر في نفسك وفي عملك وفي أجلك وانظر في دنياك وآخرتك ولا تنشغل بهذه الدنيا الفانية فإنك مهما عشت ومهما جمعت فإنك مفارق وتاركٌ هذه الدنيا وتاركٌ ما فيها ولا تخرج منها إلا بالعمل الصالح، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ تَبِعَهُ ثَلاَثَةٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى الثَّالِث، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ» ([1])، وعمله يأتيه في القبر حينما يوضع في قبره يأتيه عمله في صورة رجلٍ إن كان صالحًا أتاه بصورة رجلٍ حسن الوجه بهي الطلعة فيقول: من أنت؟ فوجهك الذي يأتي بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فيوسع له في قبره، أو يأتيه في صورة رجلٍ قبيح المنظر فيقول: من أنت؟ فوجهك الذي يأتي بالشر فيقول: أنا عملك السيئ فيضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه فعليكم أن تنظروا في أعمالكم قبل فوات الأوان قبل ﴿أَن تَقُولَ نَفۡسٞ يَٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّٰخِرِينَ﴾ [الزمر: 56]، قبل أن تقول نفسٌ أَخِّروني ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٠٠﴾ [المؤمنون: 99، 100] وما من ميتٍ يموت إلا ندم إن كان عمل صالحًا فإنه يندم ألا يكون ازداد من الخير وإن كان عمل سيئًا فإنه يندم على ما قدم من الشر فما من ميت إلا ويندم وقد ذكركم الله بذلك فقال سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩
([1]) أخرجه مسلم رقم (2960).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد