×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء السابع

 وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠  وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١١ [المنافقون: 9- 11] الأمر أمامكم واضح لا لبس فيه وأنتم تنظرون إلى الأموات يتساقطون عن يمينكم وشمالكم ومن حولكم كلهم يتمنَّى أن يرجع ولو لحظة إلى الدنيا {َجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ} [المنافقون: 10] فاعتبروا رحمكم الله فإن السعيد من وعظ بغيره، إن الله سبحانه وتعالى أنزل سورة وجيزة بين فيها مناط السعادة والشقاوة فقال سبحانه وتعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَٱلۡعَصۡرِ ١ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣} [سورة العصر]. كل إنسان خاسرٌ سواءً كان ملكًا أو صعلوكًا سواءً كان غنيًّا أو فقيرًا سواءً كان حرًّا أو عبدًا سواءً كان ذكرًا أو أنثى سواءً كان عربيًّا أو أعجميًّا كل إنسانٍ خاسرٌ إلا من اتصف بأربع صفاتٍ، تنبهوا لها، الصفة الأولى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ [العصر: 3] آمنوا بالله سبحانه وتعالى حق الإيمان وعرفوه حق المعرفة وعبدوه حق العبادة، ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ [العصر: 3] لا يكفي الإيمان بدون عملٍ كما أنه لا يكفي العمل بدون إيمان فلابد من الإيمان والعمل ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ [العصر: 3] لم يقل ﴿وَعَمِلُواْ [العصر: 3] بل قال ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ [العصر: 3] لأن العبرة بالعمل الصالح والعمل الصالح هو الذي أخلص فيه صاحبه نيته لله عز وجل فلم يشرك بالله شيئًا واتبع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبتدع في الدين وإنما يعبد الله على وفق ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا يكون العمل صالحًا أما إن كان العمل فيه شركٌ فإنه عملٌ فاسدٌ، عملٌ باطلٌ، وإن كان فيه بدعةٌ فإن البدعة مردودةٌ كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).