وقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([1])، الصفة الثالثة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ﴾ [العصر: 3] لا يكفي أن الإنسان يصلح في نفسه ولا ينظر إلى إخوانه بل يكون ناصحًا لإخوانه كما يحب الخير لنفسه يحبه لإخوانه فلا يرضى أن يكون أخوه على خطأٍ أو على ضلالٍ بل يرضى أن يكون أخوه مثله فينصحه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله ويعلم الخير وينشر الخير في الناس كما قال صلى الله عليه وسلم «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([2])، فأنت تحب لنفسك الخير تحب لنفسك النجاة من النار تحب لنفسك دخول الجنة، فلماذا لا تحب لإخوانك ما تحبه لنفسك فتنصح الإخوان «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» ([3])، كما قال صلى الله عليه وسلم، لا تترك أخاك على الخطأ وأنت تقدر على أن تُبيِّنَ له وأن ترشده وأن توضح له وأن تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وأن تدعو إلى الله إذا كان عندك شيءٌ من العلم تنشر العلم وتعلِّمُ الناس وتُذكِّرهم بالله عز وجل فتكون خيرًا على نفسك وخيرًا على إخوانك، الصفة الرابعة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ لأن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله يتعرض للمشقة ويتعرض لأذى من الناس وقد يتعرض لأخطارٍ من الناس يتعرض لضربٍ، يتعرض لسجنٍ وقد يتعرض لقتلٍ فيصبر على ذلك كما قال لقمان لابنه ﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ﴾ [لقمان: 17]
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (46).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد